
قال اللواء المتقاعد والمحلل العسكري الدكتور مفلح الزيدانيين إن “الأردن رغم ظلم الجغرافيا وقلة المساحة، إلا أن الله أنعم علينا بقيادة هاشمية حكيمة استطاعت أن تتغلب على محدودية الموقع، وأن ترفع من مكانة الأردن ليصبح دولة ذات تأثير واستشارة استراتيجية في معظم ملفات المنطقة والعالم”.
وأضاف وخلال برنامج أوراق صباحية نحن بلد حدودنا البرية ملتهبة، وحدودنا البحرية لا تتجاوز 26 كيلومتراً، ومع ذلك فإننا فكرياً واستراتيجياً أصبحنا مجاورين لمعظم دول العالم، بفضل دبلوماسية جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يُستشار اليوم في قضايا إقليمية ودولية حساسة، ما يعكس ثقل الأردن على الساحة العالمية”.
وأكد الزيدانيين أن “الأردن ليس ساحة لصراعات السلاح، وليس محوراً تابعاً لأي جهة، بل هو دولة ذات قرار مستقل، وموقعه الجغرافي المتواضع لا يحد من تأثيره”، مضيفاً: “جلالة الملك وجه الجميع، وزراء ومسؤولين ومدراء، بعدم السماح بأي استغلال للموقع أو تجاوز للسيادة الوطنية، فالقيادة الهاشمية حريصة على أمن الوطن وكرامة المواطن”.
وتابع: “نعم هناك تحديات، ولكن بعض الشخصيات تُشكك دون وعي أو إلمام بحجم هذه التحديات وطبيعتها المتغيرة. قد تكون التحديات بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة إذا ما قُرئت بعين المسؤول الواعي، لأنها مرتبطة بالمستقبل القريب، وقد تتغير أهميتها خلال ساعات”.
وفي رده على سؤال حول دور المؤسسة العسكرية في المرحلة القادمة، شدد الزيدانيين على أن “الجيش العربي، والمؤسسات الأمنية، يعملون وفق خطط استراتيجية على جميع المستويات، من اللواء إلى القضاء إلى البلدية، والكل مطالب بأن يعرف أهدافه بدقة، وأن يمتلك الوسائل للوصول إليها”.
واختتم بالقول: “على كل مؤسسة في الدولة، مدنية كانت أو عسكرية، أن تضع خطة واضحة المعالم، تعرف من خلالها أين تقف، وإلى أين تريد أن تصل. التحديات لا تخيف الأردن، ما دامت هناك قيادة ترسم الرؤية، وشعب يدرك مكانته ومسؤوليته، ومؤسسات تتكامل في الأداء لحماية الإنجاز وتحقيق الطموح”.