
قال د. زيد الشمايلة، أستاذ علم الاجتماع، إن ظاهرة “الاتاوة وهي ممارسات تفرض من خلالها مجموعة أو فرد على الآخرين دفع مبالغ مالية أو تقديم خدمات بالإكراه أو التهديد – تُعد أحد أشكال العنف المجتمعي، وقد يكون هذا العنف اقتصاديا، بدنيا أو نفسيا.
وأوضح الشمايلة أن هذه السلوكيات تُعرّف اجتماعيا ضمن إطار العنف القائم على الإكراه، ويراها علماء الاجتماع انعكاسا لاختلالات بنيوية في المجتمع، تنتج عن عوامل اقتصادية، اجتماعية وثقافية متعددة. وتفسر نظريات علم الاجتماع هذه الممارسات من خلال نظريات الانحراف، خاصة نظرية التفكك الاجتماعي.
وأكد أن الاتاوة ليست ظاهرة عامة في الأردن، ولا تزال تُعد سلوكيات فردية منحرفة تُجرّم قانونيا وتُحارب ثقافيا واجتماعيا، مشيرا إلى أن “الظاهرة الاجتماعية” لا تعني بالضرورة أنها سلبية، فقد تكون مقبولة أو مرفوضة وفقًا للثقافة المجتمعية والعادات السائدة، أما “المشكلة الاجتماعية” فهي وضع سلبي يسبب ضررا للمجتمع ويستدعي تدخلا جماعيا.
وأضاف د. الشمايلة أن هناك عدة عوامل تُمهّد لظهور هذه الممارسات، من بينها العوامل الشخصية مثل القوة البدنية، الخلفيات الجرمية، أو التعاطي والإدمان، والتي إذا اجتمعت في شخص معين فقد تهيئه لأن يكون مصدر تهديد للآخرين. كما أشار إلى أن بعض العوامل الاجتماعية كالفقر أو التمييز الاجتماعي قد تلعب دورا، إلا أن بعض المسببات السياسية والأمنية والتي تُعد محفزات أساسية في مجتمعات أخرى غير موجودة في الأردن، والحمد لله.
وختم الشمايلة حديثه بالتأكيد على أهمية مواصلة المكافحة الثقافية والاجتماعية لهذه السلوكيات، وتعزيز منظومة الوعي المجتمعي والقانوني، لحماية النسيج الاجتماعي الأردني من أية مظاهر انحرافية قد تؤثر على أمنه واستقراره.