
صرّح المحلل السياسي الدكتور حسام العتوم أن “إسرائيل هي من ورّطت الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المواجهة، بتسرّع واضح ودون التريّث للوصول إلى مرحلة التفتيش والقبول المشترك الذي كان يُبنى عليه توافق دولي”. وأكد أن “هذا التهور الإسرائيلي وضع أمريكا في قلب معركة لم تكن مستعدة لها بهذه الطريقة”.
وأشار الدكتور العتوم خلال استضافته عبر برنامج أوراق صباحية والذي يبث عبر أثير راديو سياحة اف ام ويقدمه الزميل حسام المناصير أن “إيران، بطبيعتها السياسية والأمنية، لا تبادر بالحروب ولكنها تردّ، وبقوة، من منطلق الثأر وفرض التوازن”، مضيفاً أن “طهران تمتلك شبكة واسعة من الأذرع في المنطقة، أبرزها اليوم ذراع أنصار الله (الحوثيين)، إذ إن حماس والجهاد الإسلامي منشغلان في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، بينما يبقى الحوثيون الطرف الوحيد المتفرغ للرد الإقليمي”.
وبخصوص ردود الفعل الإيرانية على الضربة، قال العتوم إن “طهران كانت تتوقع مثل هذه الهجمات، والدليل أن المفاعلات التي استهدفتها إسرائيل ثبت لاحقاً أنها كانت فارغة من مواد التخصيب النووي عالي المستوى، وقد نقل الإيرانيون المواد المشعة إلى أماكن سرية، ما أفرغ الضربة من مضمونها رغم استخدامها طائرات متطورة مثل B-2”.
وحول انعكاسات التصعيد على الأردن، أوضح الدكتور العتوم أن “المملكة الأردنية تقف على خط النار، في قلب منطقة ملتهبة”، مشيداً بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني الذي “حذر مراراً من خطورة ما يجري، وعقد جلسات دورية لمجلس الأمن القومي، موجهاً كبار قادة الأجهزة الأمنية بالحفاظ على أمن واستقرار الداخل وعدم السماح بأي خرق للسيادة الأردنية”.
وأكد أن “رغم عدوانية إسرائيل، إلا أنها احترمت السيادة الأردنية ولم تحلّق فوق أراضي المملكة، في حين أن إيران لا تملك منفذاً مباشراً سوى عبر الأجواء الأردنية، وهذا يشكّل ضغطاً كبيراً على المملكة ويستدعي ردعاً سيادياً حازماً”.
أما بخصوص مستقبل التصعيد، يرى الدكتور العتوم أن “المنطقة قد تتجه نحو تصعيد أوسع إذا لم يتم احتواء الموقف”، موضحاً أن “التهديد النووي لا يزال في إطار التلويح، لكن الاحتمالات مفتوحة، خاصة مع تحذيرات سابقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة، وكذلك تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بهذا الصدد”.
وختم العتوم بأن “السياسة الأمريكية متقلبة ومزاجية، وتخضع لمصالح آنية أكثر من ثوابت استراتيجية، ما يجعل الموقف أكثر تعقيداً، ويترك لإسرائيل هامش المناورة دون التزامات واضحة”، مضيفاً أن “على الجميع أن يدرك أن المنطقة أمام مفترق طرق حساس، يتطلب حكمة وتنسيقاً دولياً حقيقياً لدرء مخاطر الانفجار الشامل”.