
الكاتب
نضال ملو العين
اشار ملو العين الى اضرورة استغلال تاهل منتخبنا الوطني الى كاس العالم للترويج للسياحة الاردنية
واضاف في مقاله يقول
لطالما كان الحديث عن التسويق السياحي في الأردن محورًا للنقاشات والخطط، مع تطلعات لإنشاء منصة سياحية متطورة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار. الهدف دائمًا كان واضحًا: بناء محتوى سياحي وإعلامي ورسالة واضحة تُبرز الأردن كوجهة فريدة.
واليوم، يأتي تأهل النشامى لكأس العالم 2026 ليُسرّع هذه المسيرة بشكل غير مسبوق، مُختصرًا سنوات من الجهد والتكاليف، ومحققًا انتشارًا عالميًا في وقت قياسي.
إن هذا الإنجاز ليس مجرد حدث رياضي عابر، بل هو فرصة ذهبية يجب البناء عليها ومتابعتها، لا أن تتحول إلى فرصة ضائعة. ففي اللحظة التي احتفلنا فيها بتأهل الأردن، كان الأجدر بنا أن تكون كل الملفات والمحتوى وما نود تقديمه جاهزًا للاطلاع عليه من قبل كل من يبحث عن الأردن في محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي.
وعن منظومة سياحية متكاملة: تطلعات وتحديات يضيف ملو العين
في شهر مايو 2025، شهدنا مؤتمر السياحة وجهات، الذي هدف إلى تطوير منظومة السياحة والاقتصاد السياحي والتنمية الاقتصادية. وقد خرج المؤتمر بتوصيات هامة نُشرت وأُعلنت، لتُشكل الأدوات الرئيسية لرسم ملامح مستقبل السياحة في المملكة.
نحن اليوم أمام استحقاق المونديال في عام 2026، ولا نملك رفاهية الوقت إن لم نكن متأخرين بالفعل في تقديم الأردن ضمن الوجهات العالمية. يجب أن تُعزز الجهود بتعاون الجميع للخروج بخارطة طريق واضحة لتطوير وتنمية السياحة. ورغم الصمت الذي قد يحيط بالعمل الجاري، تخرج تصريحات منقوصة ومتناقضة، وكأنه لا توجد خطة جاهزة للتطبيق. فمحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي، كلها أدوات موجودة منذ سنوات طويلة، ولم يتم استثمارها بالشكل اللائق، مما جعل تواجدنا الإلكتروني العالمي أقل من متواضع.
وركز ملو العين على بناء منصة سياحية متكاملة وصندوق تنمية حيث قال
نحن بحاجة ماسة اليوم إلى منصة سياحية إعلامية، تسويقية، ترويجية، وعملية تُحاكي الجميع. كما أن إنشاء ملف خاص بالمونديال، يركز على السياحة والقطاعات الاقتصادية، لتقديم الأردن كوجهة للاستثمار والاقتصاد، أصبح ضرورة ملحة.
يجب أن نبدأ بتطوير وتحديث المواقع السياحية المتعددة، وإشراك المجتمعات المحلية في العملية السياحية. إضافة إلى تعزيز ما هو موجود، ينبغي العمل على إنشاء صندوق لتنمية السياحة يهدف إلى تطوير الواقع السياحي من كافة الجوانب، وتعزيز الجهود بضخ المزيد من الاستثمارات، سواء من ميزانيات الحكومة أو بالشراكة مع أبناء المجتمعات المحلية في المواقع السياحية.
إن الهوية الأردنية والسياحية هي التي ستعرف بالأردن وتقدمه بمواقعه السياحية الغنية بالإرث والتراث والحضارة والثقافة. يجب أن نعمل على هذه الهوية بشكل أكبر وأكثر تركيزًا ضمن وقت قياسي. أعتقد أننا بحاجة لإعادة النظر في منظومة السياحة لتصبح أكثر كفاءة، وأن تكون ضمن أولويات تطوير القطاع العام وأتمتة جميع مكونات ومدخلات إنتاج المنتج السياحي. يجب أن يكون الأردن وجهة سياحية مستقلة، وأن يتعاون مع دول الجوار ليكون المركز الرئيسي للسياحة في المنطقة.
وشدد ملو العين على اهمية صنع خارطة طريق واضحة ويضيف في مقاله
الأفكار كثيرة والعملية مترابطة ومميزة. بوجود المنتخب في المونديال، لدينا فرصة خلال عشرة أشهر لتجاوز كل هذه المراحل. الخطة جاهزة والبرامج متاحة وخارطة الطريق مرسومة، لكنها تحتاج إلى قرار حاسم لاتخاذ الخطوات بسرعة، بتسارع وإنجاز حقيقي وسريع تظهر نتائجه خلال أشهر. لا نملك الوقت ولا مجال لتضييع هذه الفرصة التاريخية، والتي ستكون الخطوة الأولى لتطوير الواقع السياحي والتنمية الاقتصادية الشاملة لكافة القطاعات.
رغم أننا اعتدنا على المفاجآت وتقديم الأعذار، آمل ألا نتفاجأ غدًا بالأمور البديهية كما نتفاجأ الآن، وأن لا تقتصر الاستجابة على تصريحات من مسؤول كان الأجدر به تقديم العمل والنتائج. الخوف الأكبر هو أن نضيع الوقت في تبرير الأخطاء التي يفترض أنها من أبجديات العمل السياحي والتسويق السياحي، والذي نتذكره الآن بالتسويق والترويج الإلكتروني وأدوات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل، بدلًا من تجميل الواقع وتغطية الأخطاء المستمرة.
تأهل المنتخب ليس مجرد تأهل في لعبة كرة قدم بمعية 11 لاعبًا؛ إنه نهضة لكافة القطاعات الاقتصادية وتنمية للاقتصاد المجتمعي. ومن يقول “مستحيل” أو “صعب”، أعتقد أن النشامى قد شرحوا لنا الدرس بجلاء.
وحول مستقبل السياحة والاستثمار يردف ملو العين في مقاله
من رؤيتنا لمستقبل السياحة والاستثمار في تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم 2026، بالإضافة إلى المراحل القادمة، يتوجب علينا إعادة تأهيل وهيكلة منظومة السياحة لتواكب التطورات والمستقبل السياحي في المنطقة. اليوم، دور الأردن ليكون محطة ومركز الشرق الأوسط، وأن يكون الوجهة الرئيسية للسياحة في المنطقة. لقد بدأنا بالأحرف الأبجدية لبرنامج التطوير السياحي ليكون جاهزًا خلال فترة محددة ببرنامج محدد، وكل الإمكانيات جاهزة والفريق مستعد. لكننا بانتظار القرار والرغبة الحقيقية للعمل حتى لا تضيع الفرصة كما ضاعت الكثير من الفرص. اليوم نؤسس لتطوير السياحة ومستقبلها والتنمية الاقتصادية المجتمعية والنمو الاقتصادي.
ويختتم ملو العين مقاله
ان الخطوات اليوم تهدف إلى ثبات واستمرارية تطوير وتحديث الحركة السياحية وتنمية القطاع السياحي والاستثمارات السياحية، وضرورية شراكة المجتمعات المحلية لأنها جزء من هوية المكان وتراثه.
يطول الشرح والتفاصيل، وفي كل نقطة الكثير من الحيثيات القابلة للتطبيق، والتي لا تحتاج لميزانية ضخمة، وستكون محفزًا ومشجعًا للقطاع الخاص، بالإضافة إلى الإدارة المالية والإدارة الاستراتيجية والعملية لخطوات تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ذات تأثير مباشر.